فجّر قرار الهيئات الرسمية المنظمة لمباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر المقررة الأحد المقبل ضمن منافسات الدوري الجزائري للمحترفين، بمنع تنقل جماهير نادي مولودية الجزائر إلى محافظة سطيف لمتابعة المباراة، جدلًا ولغطًا واسعين بين الجماهير الجزائرية بخصوص قضية تقييد تنقل المشجعين في بعض المباريات المعينة كإجراء وقائي للحد من اندلاع الشغب والعنف في بعض المباريات الموصوفة بـ”الحساسة”.
وفاق سطيف سيكون معنيًا، الأحد المقبل، باستقبال نادي مولودية الجزائر على ملعب 8 مايو 1945 بمحافظة سطيف، لحساب المرحلة الـ11 من الدوري الجزائري للمحترفين، حيث يحتل الوفاق المركز السادس في الدوري برصيد 14 نقطة، متأخرًا بفارق نقطتين فقط عن المولودية صاحب المركز الثالث.
وكانت مباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر لموسم 2023-2024 لحساب الجولة الـ19 من الدوري الجزائري للمحترفين، شهدت أعمال عنف وشغب بين مشجعي الفريقين، ما استدعى تدخل قوات الأمن للتفريق بين الجماهير الغاضبة، التي تسببت في تخريب مرافق ملعب 8 مايو 45، مع وقوع جرحى وسط مشجعي الناديين.
هذه الأحداث اضطرت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الجزائري لكرة القدم، إلى إصدار عقوبات رادعة بعد تلك الأحداث، ولعل أبرزها العقوبة التي سلطتها على نجم الفريق يوسف بلايلي، بسبب ما فعله تجاه حكم المباراة وجماهير الوفاق.
وأعلنت لجنة الانضباط آنذاك إيقاف يوسف بلايلي 6 مباريات كاملة، منها اثنتان غير نافذتين (قبل أن يجري تقليصها إلى 3 مباريات)، بسبب تعرّضه للطرد بعد نيله بطاقتين صفراوين في لقاء وفاق سطيف، وسلوكه غير الرياضي تجاه الحكم سعيدي، متبوعًا بحركة غير أخلاقية تجاه الجماهير لحظة مغادرته الميدان.
منع تنقل الجماهير في الدوري الجزائري يثير الجدل
جاء قرار منع تنقل جماهير مولودية الجزائر إلى محافظة سطيف لمتابعة مباراة فريقهم أمام وفاق سطيف، كإجراء احترازي لتفادي سيناريو أعمال الشغب خلال الموسم الماضي، كما أن الإجراء سيسري على جماهير الوفاق في لقاء العودة، وسيكونون ممنوعين من التنقل إلى العاصمة لتشجيع فريقهم.
وأثار هذا القرار ضجّة كبيرة في منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة أن الكثير من المشجعين لا يرونه حلًا مثاليًا للحد من ظاهرة الشغب في الملاعب، رغم أن هذا الإجراء معروف حتى في بعض الدوريات الأوروبية الكبيرة، ومنها الدوري الفرنسي، وعلى وجه التحديد في كلاسيكو فرنسا بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا، حيث يمنع تنقل مشجعي الفريقين إلى ملعب النادي المستضيف منذ سنوات.
وليست هذه المرة الأولى التي يُمنع فيها تنقل مشجعي الفريق الزائر إلى ملعب معين في الدوري الجزائري للمحترفين، ولعل أبرزها ما تم اعتماده في مباراة شباب قسنطينة ومولودية الجزائر بالنسبة لمشجعي الناديين لسنوات طويلة (منذ 2018)، قبل أن يتم رفع الحظر عن تنقل مشجعي الفريقين مع بداية الموسم الجاري بقرار من الاتحاد الجزائري لكرة القدم بعد جلسة صلح بين مسؤولي الفريقين.
وشهدت مباراة شباب قسنطينة واتحاد العاصمة (1-0)، الخميس الماضي، في الجولة العاشرة من الدوري الجزائري للمحترفين ذات القرار أيضًا، حيث مُنع مشجعو نادي اتحاد العاصمة من التنقل إلى ملعب الشهيد حملاوي بمحافظة قسنطينة، وسيجري ذات القرار على مشجعي شباب قسنطينة في لقاء الإياب بالعاصمة.
وكانت مباراة شباب قسنطينة واتحاد العاصمة شهر يونيو الماضي في الجولة الـ27 من الدوري الجزائري للمحترفين لموسم 2023/24، عرفت أحداث شغب خطيرة، دفعت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الجزائري لكرة القدم إلى إصدار عقوبات قاسية وقرارات صارمة للغاية، منها إقامة مباريات الجولتين 28 و29 من الدوري دون حضور الجماهير، بالإضافة إلى منع جماهير الفرق الزائرة من التنقل في الجولة 30 والأخيرة.
وقررت لجنة الانضباط معاقبة شباب قسنطينة بإقامة 6 من مبارياته دون جمهور، 3 منها خارج محافظة قسنطينة، ومنع جمهور الفريق من التنقل في المباريات التي تقام خارج ملعبه، وتم معاقبته أيضًا بإلزام النادي بدفع كل تكاليف الأضرار لتعويض مدير الملعب وحرمان الفريق من عائدات البث التليفزيوني للقاء المذكور.
وينظر مسؤولو كرة القدم الجزائرية في إجراء منع تنقل الفرق الزائرة في مباريات معنية، كإجراء احترازي للحد من تفشي ظاهرة الشغب في الملاعب، والعمل على تحسين سلوك المشجعين وتوعيتهم بتبعات الشغب والعنف في الملاعب، لكن هذا القرار لا يلقى الإجماع بين المشجعين، وهو ما يفسر الجدل الذي حدث خلال الساعات الأخيرة في منصات التواصل الاجتماعي بخصوص ما تم اتخاذه حول مباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر.