انتصر برشلونة بثلاثية نظيفة على بريست الفرنسي، سهرة الثلاثاء، في المرحلة الخامسة من مجموعات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2024-2025، في ملعبه “مونتجويك” الأولمبي بإقليم كتالونيا.
شوط أول مثالي
قدم برشلونة شوطًا أولا مثاليًا. صحيح أنه لم يسجل سوى هدف ومن علامة الجزاء لكن كل شيء فعله الفريق كان مثاليًا من حيث إيجاد الحلول الهجومية والتنوع بينها وكذلك في الوصول لمستوى صلابة دفاعية أفضل كثيرًا من التي نراها عادة من البلوغرانا هذا الموسم.
لم يحتج برشلونة إلى مصيدة التسلل كثيرًا في هذا الشوط، فقد كان قادرًا على وأد خطورة هجمات بريست مبكرًا، ولم يمنح منافسه مساحة للتنفس بالتمريرات خلف دفاعاته بسبب الضغط الكبير على حامل الكرة الذي لم يُمنح وقتًا للنظر واختيار أفضل تمريرة لأفضل اختيار ممكن ممن يحاولون ضرب تلك المصيدة.
لم يمنح الفريق الكتالوني لمهاجم بريست القوي لودوفيتش أيوركي أية فرصة لتسلم الكرة وتحوله لمحطة يشن منها بريست المرتدات وذلك بفضل رقابة لصيقة من جانب كوبارسي أفشل معها عملية تحول الفرنسيين في المرتدات، وعندما يتراجع أيوركي للخلف أكثر من اللازم يترك كوبارسي مهمة رقابته لكاسادو.
على المستوى الهجومي كان هانز فليك يعود لأفضل ترتيب ممكن في عدم وجود لامين يامال. رافينيا على الجانب الأيمن يحاول الاستفادة من مميزات المكان رغم أنه -ويا للمفارقة- أقل الأماكن التي يستفيد فيها حاليًا، بينما داني أولمو يعود للعمق ليغزو منطقة الجزاء مرارًا سواء بالكرة أو دونها، مستفيدًا من وصول فيرمين لوبيز من اليسار ليقوم بتشتيت لاعب الارتكاز فيرنانديز.
لوبيز وبيدري تحديدًا حاولا استغلال لعب بريست بطريقة 4-1-4-1 للعب خلف رباعي الوسط الهجومي الذي حاول الضغط في عملية الخروج بالكرة من برشلونة، ليتسلموا أكثر من كرة مؤثرة منحت البلوغرانا نفسًا مهمًا في عمق الملعب وساهمت في تحرر أولمو وليفاندوفسكي بعدما أصبح من يمرر لهم حرًا.
شوط ثانٍ اقتصادي من برشلونة
لجأ برشلونة في الشوط الثاني للاقتصاد في المجهود والمحاولات لتسجيل هدفٍ ثانٍ. أمر في المبدأ فيه مخاطرة بالنظر للنتيجة المعلّقة، لكن الحقيقة أن المردود الدفاعي لبرشلونة اليوم لم يُشعرنا أن المباراة معلّقة، فلم تكن هناك خطورة تقريبًا للضيوف الفرنسيين على مرمى إينياكي بينيا الذي كان مستفيقًا للقيام بالتغطية في حالة نفاذ أحد لاعبي بريست من مصيدة التسلل في مرة نادرة.
الهدف الثاني جاء لإنهاء الأمور بشكل حاسم بعدما تحرك داني أولمو بشكل ذكي وتمكن من التوغل داخل منطقة الجزاء بثقة كبيرة ليسجل هدف التعزيز.
وصحيح أن البارسا خفف من مجهوده إلا أنه كان تخفيًا من السعي وراء الهدف لكنه لم يتخلَ عن التحسن الملحوظ اليوم في رقابة اللاعب المُمرر لضرب التسلل وهو ما صنع مشكلة كبيرة للضيوف في خلق فرص حقيقية على مرمى الكتالونيين.
ربما فقط كان ضرب التسلل ناجحًا لكن الأمور مرت على خير بعدما فشل مهاجم بريست البديل ماما بالدي في السيطرة على الكرة، وبخلاف ذلك هز الضيوف الشباك بعد تحرك جيد وخداع ذكي من رومان فيفر في التسديد، لكنه لم يكن ذكيًا بما فيه الكفاية لضرب التسلل ليُلغى الهدف.
فعالية برشلونة اليوم كانت كبيرة، فالفريق لم يضيع فرصًا تقريبًا بل سجل في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع من جديد عبر ليفاندوفسكي من فرصة كانت هي الوحيدة في آخر 20 دقيقة تقريبًا ليكرم برشلونة وفادة الحصان الأسود للبطولة بثلاثية نظيفة.